مدربة الوحوش المفترسة فاتن الحلو

بسم الله الرحمان الرحم

مدربة الوحوش المفترسة فاتن الحلو: أصادق الأسود والثعابين

فاتن الحلو، صاحبة ورئيس مجلس ادارة السيرك المصري ـ الاوروبي، واحدة من أهم فناني السيرك المشهورين في مصر والعالم، دافعت خلال لقائها مع «الشرق الأوسط»، على هامش مشاركتها في سيرك ينظم في مجمع فؤاد سنتر بالخبر شرق السعودية، عن مهنتها التي اكتسبتها من اسرتها منذ طفولتها، وعشقتها برباطة جأش واصرار، خاصة بعد رحيل زوجها الفنان إبراهيم الحلو، من اجل الحفاظ، على هذا الفن.
وقالت إن أهم ما يميز سيركها في الأعوام الأخيرة هو تقديم برنامج متناغم يضم إلى جانب المصريين مجموعة من لاعبي السيرك في العالم.

في بداية اللقاء، تعرف فاتن الحلو نفسها بأنها كأي امرأة تملك قلبا مفعما بالحب والامومة، متزوجة ولها ابنتان متزوجتان، وانضمت للسيرك منذ ان كان عمرها 9 سنوات، وسافرت الى المانيا في سن 16 سنة، وخاضت تجارب وخبرات عديدة. وقالت إنها تعلقت بفن السيرك منذ كانت طفلة صغيره تشاهده لأول مرة.

وعن تأثير السيرك على ابنتيها، قالت «للاسف كلتاهما بعيدتان تماما عن مجال عملي لكنهما يستمتعان بالمشاهدة». وأضافت «مجال عملي لا يخلو من المغامرات او الخطر، فأنا معرضة للموت في كل مرة، وقد تعرضت للموت 10 مرات، وطبيعي ان تخافا وتحرصا على حياتي لا سيما بعد وفاة والدهما ابراهيم الحلو». وعن فنون السيرك تقول فاتن «نحن نقدم فنا يتطلب اللياقة البدنية العالية لان لها دورا في خفة الحركة والسرعة. الصحة أوالسلامة من الامراض التي تعيق أداء العمل وانجازه مطلوبة، اضافة الى ان يتسم اللاعب بخفة الظل بحيث يستطيع من خلالها جذب الجمهور وشد اهتماماته وكسب الحب والتقدير».

وترى فاتن أن متابعة العمل في السيرك مهمة جدا شاقة، اضافة الى انها مكلفة.

وعن تدريب الحيوانات، تقول إن عملية التدريب تتطلب سنوات. وفي كل سنة تتعلم الحيوانات حركة واحدة يتم تدريبها عليها. وقالت إن اسعار هذه الحيوانات تتفاوت على حسب وجودها او ندرتها حيث تبلغ قيمة النمر 100 الف جنيه وقد يتعدى 150 الف جنيه لأنه نادر وغير متوفر، على عكس الاسود، فهي أرخص، ويتراوح سعرها ما بين 40-30 الف جنيه، والثعابين 10-20 الف جنيه. وتشير فاتن الى أنها تتعامل مع الاسود والنمور والثعابين، وتعتني بالحيوان وتقوم بتربيته في منزلها عندما يكون عمره في حدود الشهر الى ثلاثة شهور، لكنها أشارت إلى ان الحيوان «عندما يبدأ بتناول اللحوم يكون خطرا» وينتقل الى بيوت مكيفة أعدت خصيصا للحيوانات.

وتؤكد أنها تجد متعة في التعامل مع الحيوانات لأنه اسهل من التعامل مع البشر «الذين يمتلكون وجوها عديدة». وتضيف أن ما يستغربه جمهورها هو أنها «تخاف من الفأر والصرصور وتصاب بالذعر منهما». وعن المواقف الخطرة التي تعرضت لها، تذكر فاتن أنه «حدث اثناء تقديمي لإحدى قفزات الاسود أن فوجئت بالاسد، وقد هجم على عنقي وحاول افتراسي، وكنت خلالها صامتة لا اتحرك، وعيني في عين الأسد، وهو يحاول غرس انيابه في عنقي، وكلما تقدم التفت انيابه بشعري وتدخل العامل وقتها وانقذني».

لكن لماذا تعرض فاتن حياتها للخطر؟ سؤال لا بد من طرحه ولكنها تجيب «السيرك هو كل حياتي، لا استطيع العيش بدونه، فهو الابتسامة والدمعة والامل والذكريات». وقالت إن تدريب الوحوش المفترسة وترويضها شدها، ونجحت في ذلك على الرغم من خطورتها، وقالت «كم اسعد بحب الناس وتجمعهم حولي وخاصة الاطفال».

وفي ذاكرتها هناك ثلاثة مدربين دفعوا حياتهم ثمنا لفنهم أثناء العروض، ووعدت نفسها بان تسير على دربهم، وهو ما دفعها الى الاستمرار في ترويض الحيوانات المفترسة من خلال مشروع مدرسة السيرك.

وعن اهم الانجازات التي حققتها، تقول انها استطاعت ان تنجز مسمى السيرك المصري ـ الأوروبي الذي تنفرد به مصر في منطقة الشرق الاوسط.

وقد كرمت فاتن من قبل وزارة المالية والقوات المسلحة في مصر. وأقامت عروضا في البحرين والامارات والسعودية.

وتتمنى لو تتمكن من فتح مدرسة لتعلم فنون السيرك القومي من خلال أكاديمية الفنون لجميع المراحل، مزودة بأحدث الخبرات العالمية وأفضل المدربين والخبراء. «ولحماية هذا الفن من الانقراض سأعمل على فتح مدرسة السيرك المصري ـ الأوروبي بمصر وستحمل اسم الفنان الراحل إبراهيم الحلو الذي كان ينادي بوجودها دائما».

شكرا ... لا تبخلو علينا بردود ...